Friday, December 8, 2006

حليم حكاية (الضحك على) شعب

لا شك أن الكثيرين شاهدوا مسلسل حليم وهذه بعض انطباعاتي بعد مشاهدة المسلسل:
أولاً أناكنت من أشد المعجبين بعبد الحليم حافظ ولا زلت أعشق بعض أغانيه واستمع إليها ولا زلت من أشد المتعاطفين معه بسبب مرضه الذي أنكره الكثيرون في حياته واتهموه بادعاء المرض ...
والذين يعرفون طبيعة هذا المرض يدركون جيداً كم عانى حليم في أعوامه الأخيرة لأن هذا المرض يغير حتى من شخصية وطبيعة المريض به فدعواتنا له بالرحمة والغفران.
ثانياً لم يعجبني أبدا في المسلسل طريقة تعامل عبد الحليم مع أخيه اسماعيل والتي كان فيها الكثير من التعالي والجحود وانكار الجميل.
ثالثاً ونأتي الى الطامة الكبرى وهي علاقة عبد الحليم ورفاقه بالثورة أمثال صلاح جاهين والطويل والموجي والكثيرين من مثقفي ذلك الزمان وفنانيه والذين أتهمهم جميعاً بتضليل هذا الشعب الغلبان والضحك عليه فحتى لو التمسنا العذر لهؤلاء في بداية قيام الثورة والتعاطف الشعبي الجارف معها وأنهم كانوا مع عامة الشعب وتوسموا خيراً في مبادئ وأهداف الثورة فما عذر هؤلاء الفنانين والمثقفين بعد أن كشفت الثورة عن أنيابها وعن وجهها القبيح وألقي الكثير من هؤلاء الذين يعتبرون أنفسهم أبناء الثورة ومطربيها في السجون والمعتقلات فما بالك بعامة الشعب ؟؟
ما عذر هؤلاء في الاستمرار في التطبيل والتزمير للثورة وفي الاستمرار في خداع شعبنا المسكين والذي كان عنده الاستعداد لتصديق أغنية لعبد الحليم حافظ أكثر من أي شئ آخر واستمر الخداع والتضليل حتى بعد أن كسرت تلكم الثورة طموح هذا الشعب وحطمت كبرياءه وأذلته في حرب 67 لأنها اعتمدت على أهل الثقة من أمثال حكيم وغيره وتركت أهل الخبرة بل وقضت عليهم في كل المواقع من أهم منصب بعد رئيس الجمهورية وهو القائد الأعلى للقوات المسلحة (عبد الحكيم عامر) حتى أصغر المناصب في المحليات وخلافه.
ونحن لم نكن نطلب من هؤلاء أن يتخذوا موقفاً معارضاً للثورة.. حاشا لله.. فذلك كان يفوق قدرات أي شخص في ذلك الوقت فالمعتقلات والقتل والسحل كان يطال المؤيدين قبل المعارضين.. ولكننا كنا نتمنى أن يصمت هؤلاء ويكفوا عن الطبل والزمر للثورة ورموزها أو - وإن كان لا بد - فليغنوا لمصر وشعبها ولكن أن يستمر أمثال صلاح جاهين في هذا الخداع حتى بعد وفاة عبد الناصر وبعضهم مازال مستمراً حتى الآن فهذا ما لا أجد له مبرراً وهذا ما صدمنا في عبد الحليم ورفاقه.. سامحهم الله...

حكاية وزير الثقافة


حكاية وزير الثقافة
كلنا يعرف هذه الحكاية وأغلبنا أدلى بدلوه فيها إما تأييداً وإما معارضة ولكنني سأحاول أن أتناول الموضوع اليوم من زاوية أخرى ....
لقد تناول السيد الوزير موضوع الحجاب بمقياس غير دقيق وغير عادل وهو مقياس أن المرأة تكون أجمل حين تكشف غطاء شعرها وشبه ذلك بالورود التي لا يصح تغطيتها وحجب جمالها والآن دعونا نناقش هذا الرأى بمنتهى الهدوء.
هل كلنا يتفق مع الوزير في أن المرأة حين تكشف شعرها تكون أجمل ؟؟ ألا تذكركم بعض النساء المتبرجات بالعفريت الذي كانوا يخوفوننا به في الصغر ؟؟ ثم كم مرة قابل كل منا من كان يعرفها متبرجة وارتدت الحجاب فبادرها بالقول أنها صارت أجمل بالحجاب وأن " وشها نور" وهذه حقيقة فعلاً وليست مجاملة. حتى الجميلات وهن متبرجات تزددن جمالاً مع الحجاب وهذا ليس رأياً شخصياً ولكني لا أبالغ إذا قلت أنه رأي الغالبية العظمى ممن تكلمت معهم في هذا الموضوع.
إذن فالمقياس الذي بنى عليه السيد الوزير "رأيه الشخصي" هو مقياس ناقص وميزان مائل وهو نظرة ضيقة نسبية للأمورفما يراه السيد الوزير جميلاً قد تراه الغالبية العظمى من شعبنا قبيحاً بل ومخيفاً ...
فلماذا لا نستخدم المقياس الأوسع والأشمل والأضمن وهو مقياس ربنا عز وجل فنحن عندما نؤمن بالله ورسوله يجب أن نعتقد يقيناً أن كل ما أمرنا به الله ورسوله فيه خيرنا وسعادتنا وكل ما نهانا عنه الله ورسوله فيه شر لنا وشقوتنا .
ثم إن السيد الوزير قال أنه تربى في بيت كانت والدته تذهب إلى الجامعة وهي متبرجة فلماذا الانكفاء إلى الوراء ؟؟!! وأنا أستحلفكم بالله هل منع الحجاب امرأةً أن تذهب إلى جامعتها أو أن تطور نفسها وحياتها وأن تأخذ بأسباب الحضارة في كل جوانبها ؟؟
النقطة الأخرى التي أود أن أتحدث عنها - وهو ما استفزني أكثر من تصريحات الوزير- هي دفاع المدافعين عن الوزير والذين لا أجد لهم تسمية أفضل من "حزب المبررين" أي الذين عندهم الاستعداد لتبرير أي شئ شريطة أن يكون من السلطة أو الحكومة أو من يمتون لهما بصلة لدرجة أنني قرأت مقالاً لواحد من هذا الحزب يمتدح فيه من بدايته لنهايته الشجاعة المتناهية للسيد الوزير لأنه اعترف بهذه التصريحات ولم ينكرها لأنها كانت في حديث تليفوني غير مسجل وكان من السهل على الوزير أن ينكر كلامه الذي أدلى به فعلاً لأنه لا يوجد أي دليل يثبت أن الوزير قال ما قال !!!!!!
وسأترك لكم التعليق على هذا الكلام وعلى هؤلاء المثقفين الذين من المفترض أن يقودوا الأمة إلى الرقي والسمو ولا أعتقد إلا أنهم يقودونها إلى الضلال والنفاق والكذب.
وتعالوا معاً نتخيل موقف "حزب المبررين" هذا في حالة لو أنه فور صدور هذه التصريحات من السيد الوزير صدر قرار من السيد رئيس الجمهورية بإقالة الوزير من منصبه .. تخيلوا معي مقالات "حزب المبررين" وقتها وكيف أنها كانت ستمتدح قرار السيد رئيس الجمهورية والحكمة البالغة والنظرة الصائبة في هذا القرار وكيف أنه جنب الأمة فتنة لا يعلم مداها إلا الله !!!!!!!
هل كان واحد من هذا الحزب سيخرج علينا مدافعاً بالروح والدم عن السيد الوزير ضد قرار السيد رئيس الجمهورية ؟؟ ............................................................لا أعتقد.